متشردة ولكن

نيشان الآن

عادل بابسة

في طريق للبيت صادفتها جميلة بثياب بالية قطعت مئات الامتار والاميال حافية تظهر عليها ملامح التعب والارهاق وفي عينيها ألم ومرراة قسوة الناس والحياة تحمل حقيبة فيها خبز يابس ودمية إسودت كما حال الفتاة عمرها قد يكون في الثلاثين لا أكتر أنتهت حياتها وهي في مقتبل العمر وما زالت ستعيش سنوات وهي علي هدا الحال الاسف .

تفكر كيف وصل الحال بها الي هنا وما سبب فقدانها لعقلها وروحها وتحاول تخيل كيف كانت قبل سنوات بلباس نضيف وابتسامة بريئة تلعب مع الاطفال الصغار وتذهب للمدرسة تحلم بحياة سعيدة وتطمح لتحقيق أهداف لم يكتب لها القدر التشكل في الواقع .قد تكون ضحية اغتصاب او مشاكل عائلية أو عقد نفسية تراكمت لتنتج ما أراه الان.

UMP6

إقتربت منها أكتر فإد بي أري بطنا بارزة قد تكون في مراحل الاشهر الأخيرة من الحمل ولاتدري أن بعد مدة ليست بالطويلة سترزق بمولود قد يكون مصيره غالبا مطرحا النفايات أو طعاما للكلاب وإن حالفه الحظ سيجده شخصا ما يمكن أن يعتني به لكن يبقي مجهول الهوية بلا أم أو أب

حدت في الحياة يمكن أن يغير مصيرك بالكامل رغم الامل والتفائل والمجهود وكيف ما كنت فقيرا أو غنيا قد تنزل الا أسفل الدرج في ركن المتشردين فلا تجد حتي من يسأل عنك وتصبح لعبة في أيدي أناس يقدفونك بالحصي والكلمات النابية ويضحكون من حالك ولا ينفعونك إلا بكلمة مسكييين

يحز في النفس يوميا قصص واقع أليم تجد نفسك مشلولا لا تعرف ماذا تفعل وهل عليك قليل من المسؤولية تجاه هؤلاء الأشخاص وهنا تقدر قيمة ما تلبس ما تأكل وأين تنام حتي ولو كان بيتا صغيرا المهم أنك في أخر الليل تقفل عليك الابواب والنوافذ وتحس بالدفء

لا أعرف إسمها أو من أين أتت لقيبتها بالجميلة وتقاسمت معها ما لدي وتمنيت لها حالا أفضل وأنطلقت إلي حال سبيلي وفي خاطري مرارة للحياة والواقع والناس وما أقسي قلوبنا ونحن مسلمون يا حسرة …….

نيشان الآن 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد