التنمية البشرية في بلادنا بين التقييم وقياس الحصيلة؟

نيشان الآن 

ذ. بوناصر المصطفى

إذا كانت التنمية البشرية تهدف أساسا الى تعزيز تنمية الفرد والمجتمع، فهي من الناحية العملية مفهوم يركز على تحسين جودة حياة الأفراد وتعزيز قدراتهم وفرصهم للتقدم. حيث تتضمن عناصر التنمية البشرية الرفع من جودة التعليم، والصحة، والدخل، والمشاركة السياسية، وحقوق الإنسان، والمساواة بين الجنسين، وغيرها من المؤشرات التي تساهم في تعزيز تنمية الفرد والمجتمع

لدلك فان الضرورة تقتضي من وقت لأخر تقييم التنمية البشرية بقياس مجموعة متنوعة من المؤشرات والمتغيرات التي تلامس حالة التنمية في مجتمع معين ويتم استخدام هذه المؤشرات لقياس التقدم وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين وضعيتها، ومن بين الامثلة على هذه المؤشرات، يمكن ان يشمل الناتج المحلي الإجمالي للفرد، معدلات البطالة، معدلات النمو الاقتصادي، معدلات الأمية، معدلات وفيات الرضع وغيرها.

فتحسين مؤشرات التنمية البشرية، له علاقة ميكانيكية بالرفاهية المجتمعية، وبدلك يمكن تحقيق التوازن في المجتمع، لان الزيادة في معدلات التعليم وتحسين جودة الرعاية الصحية يمكن أن تؤدي إلى زيادة فرص العمل، وتعزيز النمو الاقتصادي، كما يمكن أن يؤدي تعزيز المشاركة السياسية والرفع من وضعية حقوق الإنسان إلى تعزيز العدالة والمساواة في المجتمع.

اذ يتطلب تحقيق التنمية البشرية جهودًا مضنية متعددة الأطراف، بما في ذلك التركيز على توفير فرص التعليم والتدريب المناسبة، وتعزيز الصحة والرعاية الصحية، وتعزيز فرص العمل وتوفير دخل مستدام، وتعزيز المشاركة المجتمعية والسياسية. اذ يفترض أن يكون هناك تعاون بين الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص لتحقيق التغيير وتعزيز التنمية البشرية.

بشكل عام، حصيلة التنمية البشرية تعكس مدى تحقيق البلد للتقدم والازدهار الشامل، وتقييمها يعتمد على مدى تحقيق الأهداف المرتبطة بالتعليم، والصحة، والدخل، والمشاركة السياسية، وغيرها من المجالات المرتبطة بحياة الأفراد والمجتمع

للأسف في سنة 2020 كان المغرب في المرتبة 122 تراجع في سنة 2021 إلى المرتبة 123 من أصل 191 دولة شملها التصنيف العالمي في” مؤشر التنمية البشرية”، بتحقيق رصيد بـ0.683 من أصل نقطة واحدة (أحسن تصنيف)، جاء المغرب بهده النتيجة بعد دول عديدة مازال يشهد بعضها صراعات وحروبا ومشاكل سياسية، اقتصادية واجتماعية تهدد بناء الدولة، من بينها العراق ولبنان وفلسطين وليبيا والجزائر وأوكرانيا وإيران.

فهلا غيرنا المقياس او كسرنا هده المرآة

نيشان الآن

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد