نيشان الآن
ودعنا عام 2023 بكل ما حمله من أفراح و أتراح فقد شهدنا العديد من الاحداث والتي ستبقى خالدة في ذاكرة المغاربة ،منها زلزال مدمر هز ارضنا وقلوبنا مخلفا وراءه فاجعة عنيفة هزت كياننا. هذه الكارثة التي اوضحت للعالم تآزر وتضامن الشعب المغربي لتدبير هذه الازمة، كما لا نستطيع ان ننكر المجهودات التي بذلت من طرف المجتمع المدني للمساهمة في التخفيف من اثر الفاجعة والجهود مازالت مستمرة لحد الان.
والمغرب عرف عبر تاريخه الطويل عدة هزات ارضية ذكرها المؤرخ ”الضعيف الرباطي‟ في كتاباته التاريخية منها الزلزال الذي ضرب الرباط وسلا وبعض المدن المغربية متأثرا بزلزال عاصمة البرتغال لشبونة سنة 1755 الذي ترك اثارا عميقة على المجتمع البرتغالي والأوروبي على حد سواء . وأحدث زلزالا فكريا وثقافياً وخلق جدلا فلسفيا بين المفكرين المشهورين مثل قولتير وروسو ولايبنيز حيث تحدى معتقداتهم ووجهات نظرهم الفلسفية .كما برز علم الزلازل الحديث بأسس علمية صرفة ضدا على التفسيرات اللاهوتية العقيمة للكوارث الطبيعية .وقد ساهمت هذه المناقشات الفكرية في نشوء حركات فكرية جديدة وتيارات فبفضل هذه الهزة تم خلق حركة التنوير الاوربية .
في هذا السياق يمكننا أن ننظر إلى الهزة الأرضية التي عصفت ببلادنا كفرصة لتحديث أفكارنا وتوجهاتنا الفكرية ، لذلك علينا ان نكون واعين لما حدث ولنستفيد من تأثير هذه الهزة لنعيد بناء تفكيرنا وتوجيه أهدافنا ونجعل من زلزال لشبونة درسًا ملهما للأجيال القادمة .