فضيحة: العمران مراكش تباشر أشغال ترميم وبناء سور ثانوية محمد الخامس باب غمات خارج الضوابط للتستر على أشغال سابقة رديئة
نيشان الآن – محمد بولطار
باشرت إحدى شركات البناء، عملية ترميم وإعادة بناء السور الخارجي للثانوية التأهيلية محمد الخامس “باب غمات”، الذي تضرر من تداعيات الزلزال الذي ضرب مراكش وأحوزها شهر سبتمبر الماضي.
الأشغال التي تباشرها الشركة المذكورة، وصفها مختصون وتقنيون في مجال البناء والأشغال العمومية، بالعشوائية ولا تستجيب للضوابط التقنية والمعمارية الجاري بها العمل، شأنها وشأن سابقتها التي كشف الزلزال رداءتها وعدم جودتها.
وحسب ذات المصادر، فقد تم تكليف الشركة بإعادة البناء من طرف إدارة “العمران”، دون المرور من المساطر القانونية (لا طلب عروض، لا دفتر تحملات، لا إبرام صفقة للمشروع..)، إذ يلاحظ عدم إشهار أي لوحة تعرف بالمشروع وكلفة إنجازه والجهات المتداخلة فيه كما جرت العادة في مثل هذه الأشغال، إضافة إلى أن الأشغال والمواد المستعملة فيها لا تخضع لأية مراقبة من صاحب (المشروع) ولا الجهات المختصة وكذا مختبر الأشغال والمواد، في حين تغيب إجراءات الأمان لضمان يلامة العاملين، خاصة وأن السور المذكور تضرر بشكل كبير من الزلزال، ومن تواجد بعض الأشجار داخل السكن الوظيفي للمؤسسة التعليمة وتسربات مياه السقي وجدور هذه الأشجار، التي يجب التدخل لإزالتها أولا قبل مباشرة أي أشغال.
إلى ذلك أشارت مصادرنا، أن إدارة العمران، ومن خلال تدخلها هذا، وبهذه الطريقة التي تشوبها عيوبا إدارية وتقنية، إنما أرادت التغطية على الأشغال السابقة والتي كلفت ملايين الدراهم من خزينة الدولة، وتم إنجازها بطرق أقرب للعشوائية منها للمعايير التقنية ااجاري بها العمل، فكانت الفضيحة أياما معدودات بعد إنجازها، لتنهار غالبية البناءات، بسبب عدم اندماج المواد المستعملة الجديدة والقديمة (consolidation)، والتماسك فيما بينها (cohesion)، وتكشف عن واحدة من أكبر عمليات تبدير المال العمومي بالمدينة الحمراء.
وطالبت فعاليات من متتبعي الشأن المحلي المراكشي، بالتدخل العاجل لوالي جهة مراكش آسفي، لأجل وقف هذه الأشغال، وإخضاعها للضوابط القانونية المعمول بها في الصفقات العمومية، ومذل فتح تحقيق في سابقتها من الأشغال التي انهارت قبل أن يتم تسليمها النهائي وإخضاعها للمراقبة النهائية.
نيشان الآن