نيشان الآن
منار الطوسي
يعيش نادي الكوكب المراكشي، أحد أعرق أندية كرة القدم المغربية، وضعاً استثنائياً تطغى عليه الأزمات المالية والإدارية، مما يهدد مستقبله ومسيرته نحو تحقيق حلم العودة إلى القسم الأول. النادي الذي طالما شكل جزءاً من هوية مدينة مراكش وروحها الرياضية، بات يواجه اليوم صعوبات قد تعصف بتاريخه العريق.
رغم الدعم المالي الأخير الذي بلغ 500 مليون سنتيم، والمقدم من وزارة الداخلية كتعويض للأندية التي تضطر لاستقبال خصومها خارج مدنها، إلا أن غياب التخطيط المحكم والرؤية الإدارية الواضحة حال دون استغلال هذا الدعم بالشكل الأمثل. هذه الوضعية انعكست بشكل مباشر على أداء الفريق في القسم الوطني الثاني، حيث يكافح النادي مع كل مباراة للحفاظ على بصيص الأمل في الصعود.
من أبرز التحديات التي تواجه الكوكب المراكشي حالياً، غياب ملعب يحتضن مبارياته في مراكش. فملعب مراكش الكبير مغلق للصيانة، استعداداً لاستضافة كأس أمم إفريقيا 2025، بينما لا يزال ملعب الحارثي التاريخي مغلقاً لأسباب مجهولة منذ سنوات. هذا الوضع أجبر الفريق على استقبال منافسيه في ملاعب بعيدة عن المدينة، ما ترتب عليه خسائر كبيرة، سواء على مستوى الإيرادات من مبيعات التذاكر، أو تكاليف التنقل والمبيت.
على الرغم من كل هذه التحديات، يواصل جمهور الكوكب المراكشي تقديم دعمه اللامشروط للنادي. هذه الجماهير التي تعتبر من بين الأكثر إخلاصاً على الصعيد الوطني، ترفض الاستسلام، متمسكة بحلم رؤية فريقها يستعيد مجده. بالنسبة لهم، الكوكب ليس مجرد فريق كرة قدم، بل هو رمز لمدينة مراكش وتاريخها الرياضي.
الوضع الراهن يفرض تحديات كبرى على إدارة النادي، التي أصبحت مطالبة باتخاذ خطوات جريئة وشجاعة لإعادة الفريق إلى المسار الصحيح. إصلاح البنية التحتية، تحسين الإدارة، واستثمار الموارد المالية بذكاء، تبقى عوامل أساسية لضمان مستقبل أفضل للنادي. ورغم الظرفية الصعبة، يظل الأمل قائماً بأن يتمكن الكوكب المراكشي من تجاوز هذه المحنة، بفضل تاريخه الغني وشغف جمهوره الذي لا ينضب.
الكوكب المراكشي، الذي كان يوماً أحد أعمدة كرة القدم المغربية، قادر على استعادة مكانته بين الكبار، شريطة أن تتضافر الجهود لتجاوز الأزمات الراهنة وتحقيق طموحات النادي والجماهير.
نيشان الآن