مراد العطشان
عندنا الأحزاب كاتصاوب مناضلين شباب على المقاس، شريطة يكون عندهم إنستغرام، فيسبوك، وتيك توك باش ينشر المهرجانات الانتخابية! أما القرارات الكبيرة، راه باقيين الشلاهبية الكبار كيتسناو الانتخابات يديرو اللي بغاو، والشباب اللي فالأحزاب كيبقاو بحالهم بحال شي لافتة معلقة، زينة فقط!
الشباب اللي كيدخلو الأحزاب كتكون عندهم نية يخدمو البلاد، ولكن تيتصدمو بالحقيقة المرة. تايكتاشفو أن السياسة فبلادنا ماشي ديال النضال، بل ديال الحسابات، الربح والخسارة! كيتستاغلو الشباب اللي عندهم كلمة فأحيائهم ويبيعو ليهوم وهم الأحلام، منصب سياسي، مستقبل مشرق، ولكن فاش يوصلو السياسيين للكرسي، تايلوحوهم فرفوف النسيان. شحال من مناضل شاب، كانت عندو أفكار، كان كيهضر باسم الفقراء، واليوم تلقاه غارق فالعزلة، تايحكي همومو للجدران، أو تايقول:
“آش درنا للشعب؟ والو، ولكن على الأقل بدلنا الطوناليتي فالحزب!”
جيني نيشان، الأحزاب كاتدير “ريفريش”Refreshواللي كيعني التحديث الظاهري، زعما كاين تغيير، ولكن فالحقيقة نفس الطبخة غير بقميص جديد! كيجيبو شي شباب جداد ويقولو ليهم: “ها أنت مناضل، ها أنت من جيل المستقبل، ها أنت اللي غادي تبدل المغرب!” ولكن فالحقيقة، القرارات الكبيرة كيبقاو دايرينها “ابطال السياسة” اللي عارفين كواليس اللعبة! الشباب اللي تايتم استقطابهم فالأحزاب، أول تجربة كاتكون حماس، فيديوهات، نقاشات مع المواطنين، ولكن ملي كيدوز الوقت، كيبدا الفهم كيوصل، وكيكتاشف أنو مجرد عجلة احتياطية فالسيارة السياسية القديمة والمخلوضة!
جيني نيشان، شحال من حزب كيجي فالموسم الانتخابي وكيبغي يبين أنه متجدّد، كيدير “تحديث الدماء”، ولكن داك الدم كيبقى غير فالتصاور والمهرجانات الخطابية، وكيطيح ملي كيسالي الموسم الانتخابي! شي رؤساء شادين المناصب من العصر الحجري، وشي “شباب سياسي” خدام بحال ماكينة التصبين، مهمتهم الوحيدة هي تنظيف تاريخ الحزب وإعادة تسويقه للمغفلين.
معهد “بروميثيوس للديمقراطية” جاهوم نيشان فدراسة أن 86% من الشباب المغربي ما كيثيقوش فالأحزاب! زعما تخيل معايا، شي حزب كيقول ليك “حنا صوت الشباب”، وفي نفس الوقت الشباب أصلاً ما باغيش حتى يسمع اسم الأحزاب! هاد النسبة ماشي غير رقم، هاد الشي راه دليل على أن الشباب فاق وعاق، وعارف أنو الأحزاب كتصاوب البوطوكس السياسي فالوجه، ولكن الجثة باقية قديمة!
واسير نوض تخدم على راسك، السياسة اليوم ماشي للمناضلين، السياسة اليوم للمناضلين السابقين اللي ولاو رجال أعمال!
وكيف قال الصحفي يونس دافقير “قرا، خدم، دير موقعك الاجتماعي عاد أجي دير السياسة. نجح في النضال من أجل راسك أولا، عاد ناضل من أجل عباد الله. غير ذلك غتكون بروليتاري في خدمة طبقة حزبية لن ترحم ضعفك وفقرك، وغتموت أعزلا وحيدا.”