اليوسفية.. مدينة تنبض بالفوسفاط وتغرق في التهميش

نيشان الآن

بقلم: قرنوف محفوظ – مراسل صحفي

مرة أخرى، يتم تغييب اسم مدينة اليوسفية من الخارطة الإعلامية، وهذه المرة عبر تقرير لقناة “ميدي1تيفي” بعنوان “مشروع ضخم للمكتب الشريف للفوسفاط نواحي مراكش”، دون أي إشارة لمدينة اليوسفية أو جماعة الكنتور التي تحتضن المشروع فعلياً. هذا التجاهل استفز أبناء المدينة، الذين عبروا عن سخطهم على منصات التواصل، متسائلين: كيف لمدينة أعطت الكثير، أن تُنسى بهذا الشكل؟

اليوسفية، مدينة سُمّيت على اسم السلطان مولاي يوسف، وتُعتبر من أغنى مناطق المغرب بالفوسفاط، لكنها تفتقر لأبسط شروط التنمية. لا مستشفيات لائقة، لا مشاريع تشغيلية لأبنائها، ولا بنية تحتية تليق بمكانتها الاقتصادية. يُقال إن ثروتها اليومية تناهز مليارَي درهم، لكن لا أثر لذلك في واقعها. شبابها يعاني البطالة، ووعود المجالس المنتخبة تبخرت مع الزمن.

المزيندة، الواقعة ضمن تراب جماعة الكنتور، كانت تُعرف زمن الاستعمار بالقرية النموذجية، واحتضنت أولى مظاهر التحضر منذ سبعة عقود، لكنها اليوم تواجه النسيان.

المدينة تنتمي لقبائل أحمر الضاربة في عمق التاريخ، وتجاور موقع جبل إيغود، حيث وُجدت أقدم جمجمة لإنسان عاقل عمرها 315 ألف سنة، ومع ذلك تبقى مهمشة، تُستغل ثرواتها دون أن تنال حقها.

فهل سيستفيد أبناء اليوسفية من المشروع الصناعي الجديد؟ أم سيُكرّس من جديد منطق “باك صاحبي” لتوظيف أبناء الأطر والمقربين؟ وأين هو صوت البرلمانيين والمنتخبين للدفاع عن مدينتهم؟

اليوسفية مدينة الخير الذي يستفيد منه الغير، وآن الأوان لتغيير هذا الواقع الجائر.

نيشان الآن 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد