نيشان الآن
في خطوة تحمل دلالات سياسية عميقة، أجرى المبعوث الأممي إلى الصحراء المغربية، ستافان دي ميستورا، مشاورات غير رسمية في العاصمة البلجيكية بروكسيل مع ممثلين عن “البوليساريو” وموريتانيا.
وتأتي هذه اللقاءات في ظل التحضير لقرار جديد لمجلس الأمن حول النزاع، وفي سياق دعم دولي متصاعد للمبادرة المغربية للحكم الذاتي.
ورغم الطابع غير الرسمي لهذه المشاورات، إلا أن اختيار بروكسيل، مركز القرار الأوروبي، يبرز رغبة دي ميستورا في توسيع دائرة التشاور واستثمار الزخم الأوروبي المتزايد المؤيد للحل المغربي، خاصة مع المواقف الداعمة الصادرة عن باريس ومدريد وبرلين.
في المقابل، أبدى المغرب تحفظه على هذه اللقاءات خارج الأطر الرسمية، مؤكداً تمسكه بالمسار الأممي ورفضه لأي محاولة لتجاوز الضوابط المتفق عليها. كما لم تُستبعد لقاءات محتملة مع مسؤولين جزائريين، رغم أن الجزائر تسعى للحفاظ على صفة “المراقب” دون الانخراط المباشر في المفاوضات، وهو ما يتناقض مع تأكيدات مجلس الأمن على ضرورة مشاركتها الفاعلة.
ويرى متابعون أن هذه التحركات تهدف إلى تعبيد الطريق نحو استئناف العملية السياسية، في وقت جددت فيه الولايات المتحدة دعمها الصريح لمبادرة الحكم الذاتي، مع توقعات بإدراجها في القرار الأممي المقبل المرتقب في أكتوبر.
ويُعد هذا الحراك اختباراً جدياً لاستعداد الأطراف للانخراط في حل واقعي ومتوافق عليه، وسط تحذيرات من أن تجاوز المسار الأممي قد يعمق الأزمة ويفقد الوساطة الأممية مصداقيتها.
نيشان الآن