نيشان الآن
في وقت يعيش فيه المغرب أوضاعًا اجتماعية واقتصادية صعبة، دخلت الأحزاب السياسية، منذ أسابيع، في حملة انتخابية غير معلنة، تتجلى في تصاعد الخطابات الهجومية، وتكثيف الظهور الإعلامي، وترويج الوعود التي تتجاوز أفق 2026.
هذه “التسخينات” المبكرة أحدثت توترات داخل الأغلبية الحكومية، وأججت التنافس مع المعارضة، وسط انتقادات واسعة لانشغال الطبقة السياسية بالحسابات الانتخابية على حساب القضايا الاستعجالية للمواطنين.
غير أن المثير للقلق أكثر هو نتائج استطلاع رأي حديث أجرته مؤسسة “أفروباروميتر”، كشف أن 34,1% من المواطنين لا ينوون التصويت في الانتخابات المقبلة، و11,4% يرفضون العملية برمتها، فيما لا يزال 33,8% مترددين.
أما نوايا التصويت، فبدت مشتتة وضعيفة، في مؤشر صارخ على عمق أزمة الثقة بين الشارع والمؤسسات المنتخبة.
الأخطر أن نحو نصف المستجوبين يشككون في نزاهة الانتخابات السابقة، بينما لا تتعدى نسبة من يرونها ديمقراطية مرضية 19%. ومع ذلك، يؤمن 74% بأهمية الاقتراع لاختيار الحاكمين، ويعتبر 57% التعددية السياسية ضمانًا للبدائل.
المشهد إذن يشي بمعادلة مقلقة: أحزاب تنخرط في سباق انتخابي مبكر، مقابل مواطنين يزدادون بعدًا عن السياسة.
ولا سبيل لإعادة الثقة دون إصلاحات ملموسة، وفصل العمل الحكومي عن منطق الحملات، واستعادة معنى الفعل الديمقراطي.
نيشان الآن