نيشان الآن
في كل مرة تلمس فيها الجزائر قضية لا تخصها، إلا وتُفرغها من معناها الحقيقي لتخدم أجندة عدائية ضد المغرب. آخر فصول هذا السلوك تمثل في استغلال قافلة تضامنية متجهة إلى غزة، حيث رُوّجت خريطة مبتورة للمغرب حُذفت منها أقاليمه الجنوبية، في تصرف رمزي يعكس ضيق أفق سياسي أكثر مما يُعبّر عن دعم حقيقي لفلسطين.
فبينما تنشغل الدول الجادة بإصلاح أوضاعها، لا تجد الجزائر ما تفعله سوى مراقبة المغرب وتتبع خطواته، بل وتحويل كل مناسبة إلى منبر عدائي. هذا الانشغال المَرَضي لا يعبّر فقط عن عجز دبلوماسي، بل عن أزمة نظام لم يعد يمتلك رؤية مستقبلية، فراح يصدّر أزماته عبر افتعال التوترات.
وفي المقابل، تتغير مواقف دول كانت تتقاطع مع الجزائر، مثل جنوب إفريقيا التي شهدت انقسامًا داخليًا، تجلى في إعلان حزب uMkhonto we Sizwe، أحد أبرز أحزاب المعارضة، دعمه الصريح لمغربية الصحراء، في تحول لافت يُعد صفعة للخطاب الرسمي في بريتوريا وللدعاية الجزائرية.
الجزائر اليوم، التي تتخبّط في تحالفات ظرفية من روسيا إلى فرنسا وأمريكا، تحاول جرّ تونس إلى مستنقعها، غير أن من يتماهى مع الفشل لا يحصد سوى العزلة.
إن خريطة المغرب الكاملة لم تعد فقط قضية حدود، بل باتت معيارًا لفرز الدول: بين من يحترم السيادة، ومن لا يزال غارقًا في الأوهام.
الدرس واضح: من يصنع الفتنة، يحترق بها.
نيشان الآن