فضيحة في قلب مهرجان كناوة.. من سلّم مفاتيح المهرجان لجزائري حتى يتحكم في هوية مغربية ؟

نيشان الآن 

الصويرة تتهيأ ككل سنة لاستقبال مهرجان كناوة وموسيقى العالم، المدينة ترتدي ألوان الفرح، الفنادق تمتلئ، والشوارع تتزين… لكن خلف هذا البريق، يختبئ سؤال مرعب في عمقه، خطير في رمزيته:

من يُدير فعليًا هذا المهرجان؟ ومن يتحكم في واحدة من أقوى رموز الهوية الثقافية للمغرب؟

الجواب: جزائري.

نعم، جزائري، في وقت تتسابق فيه دول العالم للدفاع عن تراثها وثقافتها، نُسلم نحن مهرجانًا وطنيًا بجذور مغربية خالصة، إلى مدير فني يحمل جنسية دولة تقطع معنا العلاقات وتهاجمنا ليل نهار في المحافل الدولية. اسمه كريم زياد، جزائري الجنسية، الرجل الذي يقرر من يعتلي منصات كناوة، من يغني ومن يُقصى، وكيف تُقدَّم الثقافة المغربية للعالم.

والأدهى؟
أن الدولة المغربية تمول المهرجان من المال العام، بينما شباب الصويرة – أبناء المدينة الحاملين للتراث الكناوي الأصيل – يُقصون من دوائر القرار، ويُستَعملون كواجهة فولكلورية لا أكثر.

هل يعقل هذا؟

هل كنا سنرى مغربيًا يدير مهرجانًا جزائريًا في تيمقاد أو وهران أو عنابة؟
هل الجزائر نفسها كانت لتقبل بذلك؟
أكيد لا. بل كانت لتقلب الطاولة، وتُشعل ضجة وطنية باسم الكرامة والسيادة.

لكن نحن؟
نصمت.
نتواطأ.
نتحدث عن “الانفتاح”، بينما نفقد السيادة الثقافية في وضح النهار.

مهرجان كناوة ليس مجرد احتفال بالموسيقى.
هو ذاكرة سوداء، روح إفريقية، تراث مغربي أصيل، رمزية سيادية… وهو اليوم في يد غير مغربية.

فمن المسؤول؟
ومن سمح بهذا التنازل؟
ولماذا لا نسمع صوت وزارة الثقافة؟
وأين الفاعلون المحليون من هذا العبث؟
بل، والأخطر: لماذا لا يُفتح تحقيق وطني في الطريقة التي يُدار بها هذا المهرجان؟

على أبواب المهرجان، تلمع الصويرة كحلم جميل… لكنها تخفي جرحًا عميقًا:
تراث مغربي يُدار بأجندة أجنبية، وسط صمت مغربي مُخجل.

فمن يجرؤ على الكلام؟
ومن يعيد المهرجان لأهله؟

نيشان الآن 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد