بمباركة من السلطات.. من المسؤول عن هدم جزء من قوس بحي حارة السورة ومحاولة طمس الهوية التاريخية والحضارية لمراكش؟
نيشان الآن – محمد أبو عبد الله
أثار هدم جزء من قوس “فحل سيدي بوحربة” التاريخي، بحي حارة السورة بالمدينة العتيقة، موجة استياء واستنكار، لدى ساكنة الحي والتجار ومهتمين بالموروث الثقافي والحضاري الذي عمر لقرون من الزمن بمدينة مراكش، ويعد مصدر جدب للأنظار عبر الممر السياحي للمدينة العتيقة في اتجاه الأسواق التقليدية والمعالم التاريخية.
وحسب ما أفاد به مصدر مطلع، فإن حادث هدم هذه المعلمة التاريخية الضاربة في القدم، والتي وقفت صامدة في وجه التقلبات المناخية والكوارث الطبيعية قبل أن تطالها يد البطش واللا تقدير وتخربها، باسم “الاستثمار” وتيسير طريق لأحد الأجانب قصد تفريغ بناية يمتلكها من الأتربة، باستعمال الشاحنات، في امتياز مع “علامات استفهام”، لم تستفد منه من ذي قبل أي جهة.
يحدث هذا في وقت عانت ساكنة الحي ولا زالت تعاني من ويلات تفريغ حمولات الأتربة، خاصة المنازل المتضررة من الزلزال، بل أن مجموعة من المرافق الدينية بالمنطقة لا زالت تعاني وظلت مغلقة لسنوات، وفرض على الساكنة استعمال وسائل تقليدية وأخرى ذات أحجام صغيرة استنزفت ماليتهم وزادت من معانتهم في عملية إعادة البناء، في الوقت الذي يستفيد أجانب من امتيازات بالجملة، وتغض السلطات أعينها التي لا تنام عن كثير من الخروقات والعشوائيات.
استباحة آثار تاريخية، وتدخلات متهورة غير محسوبة العواقب، بمباركة السلطات المعنية، باتت تهدد سلامة المواطنين وممتلكاتهم، بحيث أن تقنيات البناء بالأقواس “ARCADE” الضاربة في القدم، والتي تلعب دور الدعامة للبنايات المتقابلة والمجاورة، تعد من تقنيات البناء التي أثبتت نجاعتها في المتانة والصلابة وكانت واحدة من التقنيات قبل ظهور الخرسانة والحديد المسلح.
حي حارة الصورة التاريخي الذي يمتد تاريخ إنشاءه منذ العصر المرابطي، وهو الذي يحمل اسم جارية نجلة السلطان المرابطي باني مدينة مراكش يوسف بن تاشفين، بات يتعرض لطمس هويته التاريخية واستهتار بقيمة وأصالة مبانيه ومرافقه الدينية، وتتعرض ساكنته وممتلكاتها لتهديد صريح في سلامتها.
السلطات الولائية بمدينة مراكش، ومصلحة الآثار والمباني العتيقة ومصالح مندوبية الشؤون الإسلامية بالمدينة، باتت مطالبة بفتح تحقيق في واقعة هذا الهدم العشوائي لقوس “فحل سيدي بوحربة”، الذي يهدف طمس هوية ومحو آثار حقبة مزدهرة من تاريخ المملكة المغربية، أمام جشع وانعدام مسؤولية بعض أعوان السلطة ممن باتوا يتحدون القوانين ويستبيحون كل صغيرة وكبيرة، مستغلين شبهة الحدود في مجال نفوذهم الترابي بين ملحقة إدارية وأخرى.
نيشان الآن