نيشان الآن
عمر الوزاني
تعيش الأوساط الاقتصادية والسياسية على وقع جدل جديد، بطله هذه المرة عبد السلام أحيزون، الرئيس المدير العام لاتصالات المغرب السابق، عبر شركة نجله يوسف أحيزون، الذي يبدو أنه بدأ يرسم لنفسه طريقًا استثماريًا يتجاوز حدود المغرب، ويخترق مناطق كانت إلى وقت قريب خاضعة لنفوذ رجال أعمال من الصف الأول المرتبطين مباشرة بدوائر القرار، وعلى رأسهم منير الماجدي.
فقد كشفت تقارير إعلامية موريتانية أن شركة “Arma Holding” المغربية، المملوكة لرجل الأعمال يوسف أحيزون، نجل عبد السلام أحيزون، فازت بعقد لتحديث نظام جمع ونقل النفايات في العاصمة نواكشوط، يمتد لعشر سنوات قابلة للتجديد، بقيمة سنوية تفوق 7.06 مليارات أوقية موريتانية.
وبحسب ذات المصادر، لم تمر الصفقة بسهولة، بل شهدت تعليقًا لمرات ثلاث من طرف هيئة تنظيم الصفقات العمومية الموريتانية (ARMP)، نتيجة طعون قانونية واحتجاجات على سير المسطرة، قبل أن يتم رفع التجميد نهائيًا في يونيو 2025، ليُعلن رسميًا فوز “أرما” بالعقد الضخم الذي يضع بين يدي نجل أحيزون واحدًا من أهم القطاعات الحضرية في موريتانيا.
مصادر مطلعة على دواليب القرار ترى أن هذه الخطوة ليست معزولة، بل تُعد إشارة قوية على بداية صراع نفوذ اقتصادي داخل محيط الدولة المغربية، بين أجنحة صاعدة تُراهن على الاستثمار في إفريقيا، وأخرى تقليدية يقودها منير الماجدي، الذي لطالما احتكر واجهة الاستثمارات المرتبطة بالدولة .
ويرى البعض أن عبد السلام أحيزون، من خلال تسهيل انخراط نجله في صفقات دولية بهذا الحجم، يسير على نهج “السياسة الملكية في الانفتاح على إفريقيا”، ولكن بأجندة خاصة ومصالح عائلية، في خطوة فُسّرت في الكواليس على أنها منافسة مباشرة ومزعجة للماجدي وأذرعه الاقتصادية.
نيشان الآن