نيشان الآن
بقلم: زهير خربوش
في زمن أصبحت فيه المعلومة تُستبدل بالإشاعة، وأصبحت فيه وسائل التواصل منصات لجلد الشخصيات العامة دون حسيب أو رقيب، يبرز سؤال مشروع: لماذا هذا التهجم غير المبرر على عبد اللطيف الحموشي؟
الرجل الذي لم يسعَ يومًا للظهور أو التباهي بمنصبه، بات هدفًا لحملات ممنهجة، يتبين عند التمحيص أنها لا تستند إلى وقائع حقيقية، بل تنطلق من دوافع سياسية أو مزاجية أو حتى شخصية، بعيدة كل البعد عن النقد البناء أو المسؤول.
الحموشي ليس مجرد مدير عام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، بل هو رمز لتحول عميق شهدته المنظومة الأمنية المغربية. الرجل أعاد الهيبة للقطاع، وقرنها بالمسؤولية، وأدخل مفاهيم جديدة تتعلق بالشفافية واحترام كرامة المواطن، دون الإخلال بواجب الحزم لحماية أمن الوطن.
شهدت فترات قيادته تفكيك عدد من الخلايا الإرهابية الخطيرة، وتعزيز التعاون الأمني مع دول كبرى، حتى بات اسم المغرب مرادفًا للنجاعة الأمنية والانضباط المؤسساتي.
ما يجهله كثيرون أن الحموشي يُعرف بين زملائه وموظفيه بالتواضع وحسن المعاملة. لم تتغير طباعه بتغير المناصب، بل بقي متمسكًا بالقيم التي نشأ عليها: الصدق، النزاهة، والانضباط. فهل يُعقل أن يتحول فجأة إلى “هدف” لكل من أراد تصفية حساب أو لفت انتباه؟
لا أحد فوق النقد، لكن بين النقد والتجني شعرة، وبين الاختلاف والتشهير وادٍ سحيق. الحموشي لا يُمثل نفسه فقط، بل يُمثل مؤسسة وطنية من صميم الدولة. استهدافه بهذه الطريقة يُضعف الثقة في المؤسسات، ويُغذي الشك في زمن نحن في أمسّ الحاجة فيه إلى الثبات.
ليس الهدف من هذا المقال الدفاع عن شخص بعينه، بل الدفاع عن مبدأ: أن يكون النقد مبنيًا على أسس، لا أهواء. وأن نحفظ للمسؤولين المخلصين كرامتهم، خاصة إذا كانوا يعملون في صمت، ويضحّون كثيرًا من أجل أن ننعم نحن بالأمان.
تحياتي الخاصة لكل من يعي أهمية حماية من يسهرون على حماية الوطن.
نيشان الآن