نيشان الآن
مراد العطشان
في قلب مراكش، وعلى مرمى حجر من حديقة ماجوريل، تتحوّل محطة الطاكسيات بعلال الفاسي من مرفق عمومي إلى مسرح يومي للتمييز والانتقاء العنصري.
عدسة “نيشان الآن” رصدت ما يُشبه الفضيحة الصامتة التي تسيء للمدينة ولسائقيها الشرفاء: سيارات أجرة مصطفّة ليلاً ونهاراً، تقف فارغة ومغلقة في وجه المواطنين المغاربة، وتفتح أبوابها على مصراعيها فقط حين يظهر السائح الأشقر.
سائقون يختبئون في زوايا المحطة، يراقبون المشهد من خلف الزجاج أو من تحت ظل شجرة، ولا يتحركون إلا عندما تقترب سيدة شقراء أو رجل يحمل كاميرا. عندها، تُفتح الأبواب فجأة، وتُشغّل العدادات (أو لا تُشغّل!)، وينطلق العرض السياحي غير المعلن.
أما إن اقترب مواطن مغربي، فما عليه سوى أن يكتفي بنظرات الرفض أو تجاهل تام، بل إن بعض السائقين لا يجدون حرجاً في وصفه بـ**“البوبليغة”**، كأن المغربي لا يستحق الخدمة، وكأن الرصيف ملك خاص لعشّاق اليورو والدولار.
الغريب أن هذه السلوكيات لا تتم في زقاق مهجور، بل أمام واحدة من أشهر الوجهات السياحية، وفي منطقة تخضع من حيث المبدأ للمراقبة التنظيمية.
ومما زاد الطين بلّة، أن بعض السائقين، يتركون سياراتهم مركونة لساعات، فقط لحجز الصفوف الأولى في سباق الظفر بالسائح الأجنبي، ضاربين عرض الحائط بقوانين التوقف واستغلال الفضاء العمومي.
هل هذه محطة عمومية أم مصيدة انتقائية؟
وهل بات المغربي “زائد ناقص” في وطنه داخل قطاع يفترض فيه تقديم خدمة للمواطن قبل السائح؟
إن ما يقع في محطة علال الفاسي قرب ماجوريل ليس فقط خرقاً تنظيمياً، لكن جرح يومي لكرامة المواطن، ووصمة في جبين مهنة الطاكسي، التي نعرف أن فيها من الشرفاء الكثير، لكنهم يضيعون وسط هذا الصمت الذي طال أكثر مما يجب
نيشان الآن