مراكش حديقة جواهر علال الفاسي: التنكيس تمّ، الغرس غاب، والضحك على الدقون مستمر بتوقيع رسمي من شركة الأغراس
نيشان الآن
مراد العطشان
بعد نداءات متعددة من سكان شارع علال الفاسي بمراكش وكذا مقال جريد نيشان الان، تحرّكت الشركة المكلفة بصيانة الفضاءات الخضراء لتنظيف “حديقة عمارة جواهر”، حيث قامت بتنقيتها من الأزبال والأشواك، في خطوةٍ يُفترض أن تكون روتينية لا تحتاج إلى ضغط إعلامي.
لكن بدل أن تكون هذه الخطوة انطلاقة لتهيئة الحديقة، اقتصرت الأشغال على تنكيس سطحي ترك المكان خاليًا من العشب، غارقًا في الغبار، وكأن المطلوب هو الإبقاء على الشكل دون الجوهر.
الحديقة اليوم تحوّلت إلى فراغ ترابي، لا يليق لا بمدينة بحجم مراكش، ولا بحيّ سكني يعيش كثافة عمرانية. فلا أثر لأي غرس، ولا برنامج لإعادة التأهيل، ولا مؤشرات على نية حقيقية لرد الاعتبار لهذا الفضاء العمومي.
هل بات تنظيف الحديقة انتصارًا إداريًا؟ وهل يُفترض أن ننتظر مقالات صحفية كل مرة كي تقوم الشركة المفوضة بواجبها؟
إن ما وقع في حديقة “جواهر” يكشف هشاشة تدبير بعض شركات الصيانة المفوضة، ويطرح علامات استفهام حول جدوى دفاتر التحملات، ومدى مراقبة الجهات الجماعية لهذه الخدمات التي تؤدى عنها مبالغ ضخمة من المال العام.
مراكش تستحق مساحات خضراء حقيقية، لا مجرد تراب منزوع الأعشاب. وسكانها لا يطالبون بالمستحيل، بل فقط بحقهم في مدينة تُعانق الحياة، لا تُغطي عجزها بالتنكيس.
نيشان الآن