نيشان الآن
عصام سبادي
في تصنيف عالمي جديد نشره موقع “Scrap Car Comparison”، احتل المغرب المرتبة الرابعة ضمن قائمة أسوأ الدول في العالم من حيث القيادة، وذلك حسب تقييم السياح الذين أعربوا عن قلقهم الكبير أثناء تجربة السياقة في هذه الدول. واعتمد التصنيف على “درجة القلق” بمقياس من 1 إلى 10، حيث حصل المغرب على معدل 6.87، في مؤشر مقلق يعكس واقع الطرق والبنية التحتية للبلاد.
ورغم التطور النسبي الذي شهدته بعض المحاور الطرقية بالمغرب، إلا أن هذا التحسن يبقى محدودًا مقارنة بحجم التوسع العمراني وعدد المركبات الذي يشهد ارتفاعًا متزايدًا. ويشتكي المواطنون والسياح على حد سواء من ضعف التشوير الطرقي، وغياب لوحات الإرشاد خصوصًا في المناطق الحضرية الكبرى والمداخل الرئيسية للمدن، ما يجعل التنقل محفوفًا بالمخاطر، خاصة بالنسبة للزوار غير المعتادين على الفوضى المرورية.
وتُسجل كذلك قلة ممرات الراجلين وتدهور حالتها في عدد من الشوارع، وهو ما يشكل خطرًا على حياة المارة، في ظل غياب صارم لاحترام قانون السير من قبل بعض السائقين. كما أن العديد من الإشارات الضوئية في المدن لا تشتغل بانتظام، أو توجد في وضعية مهترئة، ما يفاقم الوضع ويزيد من احتمال وقوع حوادث السير.
ويؤكد خبراء في السلامة الطرقية أن البنية التحتية غير الكافية، وضعف ثقافة احترام قانون السير، وسوء توزيع التشوير الطرقي، كلها عوامل تجعل تجربة القيادة في المغرب مرهقة ومقلقة، خصوصًا لمن يزور البلاد لأول مرة. وتزداد الخطورة ليلاً، حيث تنعدم الإضاءة في بعض المحاور، وتُسجل فوضى في حركة السير نتيجة غياب المراقبة الفعالة وانتشار مظاهر العشوائية.
هذا التصنيف لا يجب أن يُؤخذ فقط كمجرد أرقام، بل كجرس إنذار للسلطات المعنية من أجل العمل الجاد على تحسين جودة الطرق، وتعزيز التشوير الطرقي، وتكثيف ممرات الراجلين، لضمان سلامة المواطنين والزوار، وتحسين صورة المملكة لدى السياح. فبلدٌ يراهن على السياحة كمصدر رئيسي، لا يمكنه أن يتجاهل جانبًا حيويًا مثل البنية التحتية للقيادة.
نيشان الآن