البوليساريو في عزلة تندوف.. مشروع انفصالي يلفظ أنفاسه الأخيرة

نيشان الآن

منذ نشأتها في سبعينيات القرن الماضي، تمركزت جبهة البوليساريو في مخيمات تندوف جنوب الجزائر، مستفيدة من دعم سياسي وعسكري جزائري مكّنها من انتزاع اعترافات دولية محدودة. لكن تغيرات إقليمية ودولية متسارعة قادت الجبهة إلى أزمة خانقة تهدد وجودها.

التدخل المغربي في الكركرات سنة 2020 مثّل تحولًا ميدانيًا حاسمًا، حيث أحكم المغرب سيطرته الأمنية على المنطقة، وأغلق آخر منافذ البوليساريو نحو الجنوب. تزامن ذلك مع تشديد موريتانيا لإجراءاتها الأمنية على الحدود، مما صعّب على الجبهة أي تحركات أو تواصل خارج المخيمات.

في تندوف، بدأت الجبهة تواجه تآكلًا داخليًا، فالأجيال الجديدة لم تعد تؤمن بجدوى الصراع، وتطالب بخيارات واقعية تحفظ الكرامة وتفتح آفاقًا جديدة. سياسيًا، تعاني الجبهة من خلافات داخلية وتراجع الدعم الخارجي، وسط تقلص الاعترافات الدولية بما يسمى “الجمهورية الصحراوية”.

وفي المقابل، يلقى مقترح الحكم الذاتي المغربي دعمًا متزايدًا من قوى كبرى مثل الولايات المتحدة وألمانيا، بالإضافة إلى بلدان عربية وازنة.

أمام هذا الواقع، يبدو أن البوليساريو تفقد موقعها كفاعل في النزاع، وتتحول إلى كيان رمزي محاصر، في وقت أصبحت الجزائر نفسها تعاني من ضغوط داخلية قد تحد من استمرار دعمها. أما خيار الانتقال أو العمل السري، فتصطدم به الجبهة أمام يقظة أمنية إقليمية وتحالفات جديدة لا تمنحها أي مجال للمناورة.

كل هذه المعطيات تؤشر إلى نهاية مرحلة، وانطفاء مشروع لم يعد له مكان في واقع سياسي يتجه نحو الاستقرار والواقعية.

نيشان الآن

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد