من المستفيد من مهاجمة رموز المملكة المغربية؟ وكيف تتحرك الجهات الأمنية لكشف من يزود الهارب هشام جيراندو بالمعلومات المغلوطة؟

نيشان الآن

بقلم: زهير خربوش

في وقت تحتاج فيه الأمة إلى التلاحم والتعقل، تطفو على سطح المشهد الرقمي حملة مسعورة تستهدف رموز المملكة المغربية، في محاولة يائسة لزعزعة ثقة المواطن بمؤسساته. يقود هذه الحملة، بشكل مباشر أو غير مباشر، عدد من الهاربين من العدالة المغربية، وفي مقدمتهم المدعو هشام جيراندو، المقيم حالياً في كندا، والذي نصب نفسه “صوتًا معارضًا”، بينما يُستعمل كأداة لبث الفتنة ونشر المغالطات.

السؤال المطروح بحدة اليوم: من يستفيد من مهاجمة الدولة المغربية ورموزها؟
الجواب واضح لكل متابع للشأن العام المغربي: هناك جهات خارجية وامتدادات داخلية تسعى لخلق الفوضى المعلوماتية، بهدف ضرب مصداقية المؤسسات، وتقديم صورة مشوهة للرأي العام المحلي والدولي. هؤلاء الخصوم يعرفون تماماً أن المغرب، باستقراره، يظل شوكة في حلق دعاة الفوضى والتطرف والانفصال.

وما يثير القلق أكثر هو ظهور معطيات ومعلومات داخلية، وإن كانت غير دقيقة، في محتوى جيراندو، مما يفتح الباب أمام فرضية تسريب مغرض، وممنهج، تقوم به أطراف من داخل المغرب أو خارجه. وهو ما استدعى تحركًا جادًا وحازمًا من قبل الأجهزة الأمنية المغربية.

الجهات المختصة تعمل على تتبع مصدر هذه المعلومات، باستخدام أدوات تكنولوجية متطورة، وتحقيقات دقيقة، من أجل ضبط العناصر المتورطة في تسريب بيانات أو أخبار مزيفة لهذا الشخص الفارّ من العدالة. كما يجري التنسيق مع شركاء دوليين لتعقب نشاطاته وتحركاته، خاصة أن خطابه لم يعد يقتصر على الانتقاد، بل تحول إلى تحريض مباشر، وتشويه متعمد، وتزييف للواقع.

وقد سبق للقضاء المغربي أن أصدر مذكرات توقيف ومتابعة قضائية في حق عدد من الأسماء التي انخرطت في محاولات ضرب الأمن والاستقرار، مما يدل على أن الدولة لا تتساهل مع من يتطاول على رموزها، أو يسعى للنيل من صورتها داخلياً وخارجياً.

إن المغرب، الذي يفتخر بتاريخه العريق ومؤسساته الراسخة، يواجه هذه التحديات بثقة، وبروح القانون. والحملات الإعلامية المغرضة، مهما علت، لن تؤثر على تماسك الجبهة الداخلية، ولا على قناعة الشعب بمؤسساته.

ويبقى المواطن المغربي، الواعي، هو أول جدار دفاع في وجه هذا النوع من التلاعب، حين يرفض أن يُستعمل وعيه وقضاياه كوقود في أجندات أشخاص فقدوا البوصلة، وارتضوا لأنفسهم أن يكونوا أبواقًا في أيدي خصوم الوطن.

نيشان الآن 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد