“أريدي كابيتال” تراهن على تجديد المزار وبرج فاس لإعادة الريادة

في خطوة تُجسّد رؤية استثمارية طموحة نحو تجديد مفهوم المراكز التجارية بالمغرب، أعلنت مجموعة «أريدي كابيتال»، المتخصصة في الاستثمار وإدارة الأصول العقارية، عن إطلاق مشروع واسع لتحديث مركزيها التجاريين «المزار» بمراكش و**«برج فاس»**، باستثمار إجمالي يناهز 120 مليون درهم، في أفق استكمال الأشغال خلال النصف الأول من سنة 2026.

هذه المبادرة ليست مجرد عملية تجميل عمراني، بل تحول استراتيجي في مقاربة الاستثمار التجاري بالمغرب، يهدف إلى إعادة تموقع المراكز الكبرى كوجهات شاملة تجمع بين التسوق، الترفيه، والثقافة الحضرية.

المجموعة، المدرجة في بورصة الدار البيضاء، تُدير اليوم محفظة تضم 35 أصلًا عقاريًا بمساحة تأجيرية تفوق 475 ألف متر مربع، وتطمح من خلال هذه المشاريع إلى تعزيز جاذبية مواقعها، في ظل منافسة متصاعدة من فاعلين محليين ودوليين يتسابقون لاستقطاب الزبناء عبر تجارب أكثر تنوعًا وابتكارًا.

في مراكش، سيعرف مركز «المزار»، الممتد على 34 ألف متر مربع والذي يستقطب سنويًا أكثر من 3.5 ملايين زائر، عملية تحديث شاملة تشمل إعادة تصميم المساحات المشتركة، وتجديد الهوية البصرية، وإطلاق قاعة سينما عصرية تحمل علامة «سينيرجي»، إضافة إلى فضاء ترفيهي يضم موجة ركوب أمواج اصطناعية ومطاعم بانورامية بواجهات زجاجية مفتوحة، تمنح تجربة جديدة للزوار والمقيمين على حد سواء.

أما «برج فاس»، الذي يستقبل حوالي 4.5 ملايين زائر سنويًا، فسيتحول إلى مركز تجاري أكثر انفتاحًا على الترفيه العائلي، من خلال توسعة المساحة الإجمالية بـ2,500 متر مربع، وإنشاء فضاء للفعاليات الثقافية والرياضية، إضافة إلى «فان بارك» يضم بولينغ وصالة رياضية بمعايير دولية، مع استقطاب علامات تجارية عالمية لتجديد العرض التجاري وتعزيز الحيوية الاقتصادية بالمدينة العلمية.

ويؤكد ناصر بنجلون، المدير العام لـ«أريدي كابيتال»، أن هذه الاستثمارات تأتي ضمن رؤية متكاملة للتنمية الحضرية، مشيرًا إلى أن المشروع من شأنه خلق ما يقارب 1,700 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، بما ينسجم مع التوجه الوطني الداعم لخلق فرص الشغل وتعزيز الدينامية الاقتصادية المحلية.

تحليلًا، يعكس هذا المشروع تحولًا في فلسفة الاستثمار التجاري بالمغرب، من التركيز على البنية المادية إلى الاستثمار في التجربة الإنسانية للزائر. فالمستهلك المغربي لم يعد يبحث فقط عن مركز للتسوق، بل عن فضاء للعيش الاجتماعي والترفيه، يجمع بين الراحة، الجمال، والتفاعل الثقافي.

كما يُبرز هذا التوجه نضجًا في إدراك الشركات المغربية لأهمية المزج بين البعد الاقتصادي والجمالي في تطوير المراكز الحضرية، تماشيًا مع دينامية المدن الكبرى مثل مراكش وفاس، اللتين تسعيان لترسيخ مكانتهما كمحاور جذب استثماري وسياحي على الصعيد الوطني.

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد