في مشهد لا يصدق، يطلّ قاصر لم يتجاوز 14 عاماً عبر مقاطع فيديو متداولة، يمارس السرقة ببرود أعصاب يثير الذهول. الطفل، الذي يظهر دائماً بنفس الزي الرياضي، صار وجهًا مألوفًا لدى الضحايا، وكأنه مجرم محترف تعلّم مبادئ السرقة كما يتعلم غيره أبجديات المدرسة.
في الفيديوهات، يتحرك بخفة وذكاء، يراقب محيطه بدقة، ثم ينقضّ على “التروتينيت” أو الدراجة الهوائية في لحظة محسوبة. لا خوف، لا ارتباك، لا تردّد. تصرفاته تكشف عن مستوى عالٍ من الجرأة وكأننا أمام مجرم متمرس لا طفل في مقتبل العمر.
المثير أكثر أن القاصر لم يغيّر ملابسه في أي من المقاطع، وكأنه يتحدى الجميع بزيّه الرمزي الذي صار بمثابة توقيعه الشخصي في كل جريمة
وأكدت مصادر أن القاصر سبق أن تم توقيفه بتهمة السرقة بعد تعرف أحد الضحايا عليه، غير أن الملف انتهى بتنازل الضحية داخل الدائرة الأمنية 33 بعين السبع، وهو ما يطرح علامات استفهام كبرى حول غياب الردع الحقيقي في مثل هذه القضايا، وكيف يمكن لتنازلٍ واحد أن يفتح الباب أمام تكرار الأفعال الإجرامية من طرف طفل لم يتجاوز بعد سن الرابعة عشرة.
