تشهد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الأخيرة موجة واسعة من الجدل، بعد تداول عروض لبيع زيت الزيتون بسعر لا يتجاوز 30 درهما للتر الواحد، من طرف جهة وأشخاص بمراكش يعرفون باسم “لوزيعة”، الذين اشتهروا مؤخرا بعروضهم “الكاسرة للأسعار” على مختلف المواد الغذائية والاستهلاكية.
وتُعرف هذه الجهة، التي تحوّلت إلى ظاهرة تجارية في المدينة الحمراء، بسياسة تسويقية تقوم على تقديم منتجات بأسعار منخفضة جدا مقارنة بثمن السوق، ما جعل الإقبال الشعبي عليها كبيرا، خصوصا في ظل موجة الغلاء التي تعرفها السوق الوطنية منذ أشهر.
غير أن العرض الأخير المتعلق بزيت الزيتون أثار تساؤلات وريبة لدى عدد من المواطنين، بعد أن وضع المنتوج في رفوف البيع تحت تسمية “زيت الزيتون” وبثمن لا يتناسب مع القيمة الحقيقية للزيت البكر الممتاز، التي تتجاوز عادة 70 إلى 100 درهم للتر الواحد.
عند التحقق من الملصق المثبت على القنينة، يتضح أن الأمر لا يتعلق بزيت زيتون خالص، بل بمزيج يحتوي فقط على 10% من زيت الزيتون البكر الممتاز، فيما يتكون الباقي من زيت تفل الزيتون، وهو الزيت المستخرج من بقايا عصر الزيتون باستخدام مذيبات كيميائية ثم يكرر بالحرارة.

هذا المعطى دفع العديد من المتتبعين إلى التحذير من خطر التضليل التجاري الذي قد يقع ضحيته المواطن البسيط، خصوصا الفئات غير القارئة أو التي لا تدقق في التفاصيل التقنية المدرجة على القنينة، معتقدة أن الأمر يتعلق بزيت زيتون طبيعي وصافي.
وحسب المعلومات والأبحاث تكشف أن زيت تفل الزيتون تستعمل في بعض الصناعات الغذائية أو القلي الصناعي، إلا أنه يفتقر للقيمة الغذائية التي يتميز بها الزيت البكر الممتاز، فضلا عن أن استعماله المفرط في الطبخ أو الأكل البارد قد لا يكون صحيا على المدى الطويل.
فيما تجسد هذه الواقعة المفارقة القائمة بين رغبة المستهلك المغربي في مواجهة الغلاء عبر البحث عن البدائل الأرخص، وبين خطر الوقوع في منتجات منخفضة الجودة لا تراعي المعايير الصحية والغذائية.

